کد مطلب:90492 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:271

خطبة له علیه السلام (05)-فی توحید اللّه تعالی و التزهید فی ا















بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحْمنِ الْرَّحیِم اَلْحَمْدُ للَّهِ الْوَاصِلِ الْحَمْدَ بِالنِّعَمِ، وَ النِّعَمَ بِالشُّكْرِ.

نَحْمَدُهُ عَلی آلائِهِ كَمَا نَحْمَدُهُ عَلی بَلاَئِهِ، وَ نَسْتَعینُهُ عَلی هذِهِ النُّفُوسِ الْبِطَاءِ عَمَّا أُمِرَتْ بِهِ، السِّرَاعِ إِلی مَا نُهِیَتْ عَنْهُ، وَ نَسْتَغْفِرُهُ مِمَّا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ، وَ أَحْصَاهُ كِتَابُهُ: عِلْمٌ غَیْرُ قَاصِرٍ،

وَ كِتَابٌ غَیْرُ مُغَادِرٍ، وَ نُؤْمِنُ بِهِ إِیمَانَ مَنْ عَایَنَ الْغُیُوبَ، وَ وَقَفَ عَلَی الْمَوْعُودِ، إیمَاناً نَفی إِخْلاَصُهُ الشِّرْكَ، وَ یَقینُهُ الشَّكَّ.

وَ نَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَریكَ لَهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، شَهَادَتَیْنِ تُصْعِدَانِ الْقَوْلَ، وَ تَرْفَعَانِ الْعَمَلَ، لاَ یَخِفُّ میزَانٌ تُوضَعَانِ فیهِ، وَ لاَ یَثْقُلُ میزَانٌ تُرْفَعَانِ مِنْهُ[1].

أُوصیكُمْ، عِبَادَ اللَّهِ، بِتَقْوَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ[2] الَّتی هِیَ الزَّادُ، وَ بِهَا الْمَعَادُ[3]: زَادٌ مُبَلِّغٌ[4] وَ مَعَادٌ[5] مُنْجِحٌ، دَعَا إِلَیْهَا أَسْمَعُ دَاعٍ، وَ وَعَاهَا خَیْرُ وَاعٍ، فَأَسْمَعَ دَاعیهَا، وَ فَازَ وَاعیهَا.

عِبَادَ اللَّهِ، إِنَّ تَقْوَی اللَّهِ حَمَتْ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ مَحَارِمَهُ، وَ أَلْزَمَتْ قُلُوبَهُمْ مَخَافَتَهُ، حَتَّی أَسْهَرَتْ لَیَالِیَهُمْ، وَ أَظْمَأَتْ هَوَاجِرَهُمْ، فَأَخَذُوا الرَّاحَةَ بِالنَّصَبِ، وَ الرَّیَّ بِالظَّمَأِ، وَ اسْتَقْرَبُوا الأَجَلَ، فَبَادَرُوا الْعَمَلَ، وَ كَذَّبُوا الأَمَلَ، فَلاَحَظُوا الأَجَلَ. [ أُولئِكَ ] طُوبی لَهُمْ وَ حسْنُ مَآبٍ[6].

[صفحه 101]

ثُمَّ إِنَّ الدُّنْیَا دَارُ فَنَاءٍ وَ عَنَاءٍ، وَ غِیَرٍ وَ عِبَرٍ، فَمِنَ الْفَنَاءِ[7] أَنَّ الدَّهْرَ مُوتِرٌ[8] قَوْسَهُ، مُفَوِّقٌ نَبْلَهُ[9]، لاَ تُخْطِئُ سِهَامُهُ، وَ لاَ تُؤْسی جِرَاحُهُ، یَرْمِی الْحَیَّ بِالْمَوْتِ، وَ الشَّبَابَ بِالْهَرَمِ[10]، وَ الصَّحیحَ بِالسَّقَمِ، وَ النَّاجِیَ بِالْعَطَبِ، آكِلٌ لاَ یَشْبَعُ، وَ شَارِبٌ لاَ یَنْقَعُ.

وَ مِنَ الْعَنَاءِ[11] أَنَّ الْمَرْءَ یَجْمَعُ مَا لاَ یَأْكُلُ، وَ یَبْنی مَا لاَ یَسْكُنُ، ثُمَّ یَخْرُجُ إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَه وَ تَعَالی لاَ مَالاً حَمَلَ، وَ لاَ بِنَاءً نَقَلَ.

وَ مِنْ غِیَرِهَا أَنَّكَ تَرَی الْمَرْحُومَ مَغْبُوطاً، وَ الْمَغْبُوطَ مَرْحُوماً، لَیْسَ ذَلِكَ إِلاَّ نَعیماً زَلَّ، وَ بُؤْساً نَزَلَ.

وَ مِنْ عِبَرِهَا أَنَّ الْمَرْءَ یُشْرِفُ عَلی أَمَلِهِ فَیَقْتَطِعُهُ[12] حُضُورُ[13] أَجَلِهِ، فَلاَ أَمَلٌ یُدْرَكُ، وَ لاَ مُؤَمَّلٌ یُتْرَكُ.

كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِالاِحْسَانِ إِلَیْهِ، وَ كَمْ مِنْ[14] مَغْرُورٍ بِالسِّتْرِ عَلَیْهِ، وَ كَمْ مِنْ[15] مَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فیهِ.

وَ مَا ابْتَلَی اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَحَداً بِمِثْلِ الإِمْلاَءِ لَهُ.

أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّمَا نُمْلی لَهُمْ لِیَزْدَادُوا إِثْماً[16].

فَسُبْحَانَ اللَّهِ، مَا أَعَزَّ[17] سُرُورَهَا، وَ أَظْمَأَ رَیَّهَا، وَ أَضْحی فَیْئَهَا، لاَ جَاءٍ یُرَدُّ، وَ لاَ مَاضٍ یَرْتَدُّ.

[صفحه 102]

وَ سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا أَقْرَبَ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ لِلِحَاقِهِ بِهِ، وَ أَبْعَدَ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ لاِنْقِطَاعِهِ عَنْهُ.

[ عِبَادَ اللَّهِ، ] إِنَّهُ لَیْسَ شَیْ ءٌ بِشَرٍّ مِنَ الشَّرِّ إِلاَّ عِقَابُهُ، وَ لَیْسَ شَیْ ءٌ بِخَیْرٍ مِنَ الْخَیْرِ إِلاَّ ثَوَابُهُ،

وَ كُلُّ شَیْ ءٍ مِنَ الدُّنْیَا سَمَاعُهُ أَعْظَمُ مِنْ عَیَانِهِ، وَ كُلُّ شَیْ ءٍ مِنَ الآخِرَةِ عَیَانُهُ أَعْظَمُ مِنْ سَمَاعِهِ.

فَلْیَكْفِكُمْ مِنَ الْعَیَانِ السَّمَاعُ، وَ مِنَ الْغَیْبِ الْخَبَرُ.

وَ اعْلَمُوا أَنَّ مَا نَقَصَ مِنَ الدُّنْیَا وَ زَادَ فِی الآخِرَةِ خَیْرٌ مِمَّا نَقَصَ مِنَ الآخِرَةِ وَ زَادَ فِی الدُّنْیَا،

فَكَمْ مِنْ مَنْقُوصٍ رَابِحٍ، وَ مَزیدٍ خَاسِرٍ.

[ عِبَادَ اللَّهِ، ] إِنَّ الَّذی أُمِرْتُمْ بِهِ أَوْسَعُ مِنَ الَّذی نُهیتُمْ عَنْهُ، وَ مَا أُحِلَّ لَكُمْ أَكْثَرُ مِمَّا حُرِّمَ عَلَیْكُمْ، فَذَرُوا مَا قَلَّ لِمَا كَثُرَ، وَ مَا ضَاقَ لِمَا اتَّسَعَ.

قَدَ تُكُفِّلَ لَكُمْ بِالرِّزْقِ وَ أُمِرْتُمْ بِالْعَمَلِ، فَلاَ یَكُونَنَّ الْمَضْمُونُ لَكُمْ طَلَبُهُ أَوْلی بِكُمْ مِنَ الْمَفْرُوضِ عَلَیْكُمْ عَمَلُهُ، مَعَ أَنَّهُ، وَ اللَّهِ، لَقَدِ اعْتَرَضَ الشَّكُّ، وَ دَخِلَ الْیَقینُ، حَتَّی كَأَنَّ الَّذی ضُمِنَ لَكُمْ قَدْ فُرِضَ عَلَیْكُم، وَ كَأَنَّ الَّذی فُرِضَ عَلَیْكُمْ قَدْ وُضِعَ عَنْكُمْ.

فَبَادِرُوا الْعَمَلَ، وَ قَصِّرُوا الأَمَلَ[18]، وَ خَافُوا بَغْتَةَ الأَجَلِ، فَإِنَّهُ لاَ یُرْجی مِنْ رَجْعَةِ الْعُمُرِ مَا یُرْجی مِنْ رَجْعَةِ الرِّزْقِ.

مَا فَاتَ الْیَوْمَ مِنَ الرِّزْقِ رُجِیَ غَداً زِیَادَتُهُ، وَ مَا فَاتَ أَمْسِ مِنَ الْعُمُرِ لَمْ یُرْجَ الْیَوْمَ رَجْعَتُهُ.

اَلرَّجَاءُ مَعَ الْجَائی، وَ الْیَأْسُ مَعَ الْمَاضی، فَ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ، وَ اسْعَوْا فی مَرْضَاتِهِ،

وَ احْذَرُوا مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ أَلیمِ عَذَابِهِ[19]، وَ لاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[20].

[صفحه 103]


صفحه 101، 102، 103.








    1. عنه. ورد فی نسخة الآملی ص 93. و نسخة الأسترابادی ص 151. و نسخة العطاردی ص 132 عن نسخة موجودة فی مكتبة نواب فی مدینة مشهد. و نسخة عبده ص 273. و نسخة الصالح ص 169.
    2. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 1 ص 247.
    3. المعاذ. ورد فی نسخة الآملی ص 93. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 135. و نسخة الأسترابادی ص 151. و نسخة العطاردی ص 132. و نسخة الصالح ص 169.
    4. مبلغ. ورد فی نسخة نصیری ص 50. و نسخة الصالح ص 169.
    5. معاذ. ورد فی نسخة الآملی ص 93. و نسخة العطاردی ص 132. و نسخة الصالح ص 169.
    6. ورد فی نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 348.
    7. فنائها. ورد فی أمالی الطوسی ص 456 و ص 506. و تحف العقول للحرّانی ص 156.
    8. موتّر. ورد فی نسخة نصیری ص 50. و نسخة الآملی ص 93. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 136.
    9. ورد فی دستور معالم الحكم للقضاعی ص 33. و أمالی الطوسی ص 456 و ص 506. و تحف العقول للحرّانی ص 156.
    10. ورد فی دستور معالم الحكم للقضاعی ص 33.
    11. عنائها. ورد أمالی الطوسی ص 456 و ص 506. و تحف العقول للحرّانی ص 156.
    12. فیقطعه. ورد فی نسخة نصیری ص 50. و نسخة عبده ص 274.
    13. فیختطفه من دونه. ورد فی أمالی الطوسی ص 456 و ص 506. و تحف العقول للحرّانی ص 157.
    14. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 2 ص 550.
    15. ورد فی المصدر السابق.
    16. آل عمران، 178. و الفقرة وردت فی تاریخ الیعقوبی ج 2 ص 206.
    17. أغرّ. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 98. و نسخة الآملی ص 94. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 136 و نسخة الأسترابادی ص 152. و نسخة عبده ص 274.
    18. ورد فی غرر الحكم للآمدی ج 2 ص 544.
    19. ورد فی المصدر السابق ج 1 ص 134.
    20. آل عمران، 102.