کد مطلب:90492 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:271
نَحْمَدُهُ عَلی آلائِهِ كَمَا نَحْمَدُهُ عَلی بَلاَئِهِ، وَ نَسْتَعینُهُ عَلی هذِهِ النُّفُوسِ الْبِطَاءِ عَمَّا أُمِرَتْ بِهِ، السِّرَاعِ إِلی مَا نُهِیَتْ عَنْهُ، وَ نَسْتَغْفِرُهُ مِمَّا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ، وَ أَحْصَاهُ كِتَابُهُ: عِلْمٌ غَیْرُ قَاصِرٍ، وَ كِتَابٌ غَیْرُ مُغَادِرٍ، وَ نُؤْمِنُ بِهِ إِیمَانَ مَنْ عَایَنَ الْغُیُوبَ، وَ وَقَفَ عَلَی الْمَوْعُودِ، إیمَاناً نَفی إِخْلاَصُهُ الشِّرْكَ، وَ یَقینُهُ الشَّكَّ. وَ نَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَریكَ لَهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، شَهَادَتَیْنِ تُصْعِدَانِ الْقَوْلَ، وَ تَرْفَعَانِ الْعَمَلَ، لاَ یَخِفُّ میزَانٌ تُوضَعَانِ فیهِ، وَ لاَ یَثْقُلُ میزَانٌ تُرْفَعَانِ مِنْهُ[1]. أُوصیكُمْ، عِبَادَ اللَّهِ، بِتَقْوَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ[2] الَّتی هِیَ الزَّادُ، وَ بِهَا الْمَعَادُ[3]: زَادٌ مُبَلِّغٌ[4] وَ مَعَادٌ[5] مُنْجِحٌ، دَعَا إِلَیْهَا أَسْمَعُ دَاعٍ، وَ وَعَاهَا خَیْرُ وَاعٍ، فَأَسْمَعَ دَاعیهَا، وَ فَازَ وَاعیهَا. عِبَادَ اللَّهِ، إِنَّ تَقْوَی اللَّهِ حَمَتْ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ مَحَارِمَهُ، وَ أَلْزَمَتْ قُلُوبَهُمْ مَخَافَتَهُ، حَتَّی أَسْهَرَتْ لَیَالِیَهُمْ، وَ أَظْمَأَتْ هَوَاجِرَهُمْ، فَأَخَذُوا الرَّاحَةَ بِالنَّصَبِ، وَ الرَّیَّ بِالظَّمَأِ، وَ اسْتَقْرَبُوا الأَجَلَ، فَبَادَرُوا الْعَمَلَ، وَ كَذَّبُوا الأَمَلَ، فَلاَحَظُوا الأَجَلَ. [ أُولئِكَ ] طُوبی لَهُمْ وَ حسْنُ مَآبٍ[6]. [صفحه 101] ثُمَّ إِنَّ الدُّنْیَا دَارُ فَنَاءٍ وَ عَنَاءٍ، وَ غِیَرٍ وَ عِبَرٍ، فَمِنَ الْفَنَاءِ[7] أَنَّ الدَّهْرَ مُوتِرٌ[8] قَوْسَهُ، مُفَوِّقٌ نَبْلَهُ[9]، لاَ تُخْطِئُ سِهَامُهُ، وَ لاَ تُؤْسی جِرَاحُهُ، یَرْمِی الْحَیَّ بِالْمَوْتِ، وَ الشَّبَابَ بِالْهَرَمِ[10]، وَ الصَّحیحَ بِالسَّقَمِ، وَ النَّاجِیَ بِالْعَطَبِ، آكِلٌ لاَ یَشْبَعُ، وَ شَارِبٌ لاَ یَنْقَعُ. وَ مِنَ الْعَنَاءِ[11] أَنَّ الْمَرْءَ یَجْمَعُ مَا لاَ یَأْكُلُ، وَ یَبْنی مَا لاَ یَسْكُنُ، ثُمَّ یَخْرُجُ إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَه وَ تَعَالی لاَ مَالاً حَمَلَ، وَ لاَ بِنَاءً نَقَلَ. وَ مِنْ غِیَرِهَا أَنَّكَ تَرَی الْمَرْحُومَ مَغْبُوطاً، وَ الْمَغْبُوطَ مَرْحُوماً، لَیْسَ ذَلِكَ إِلاَّ نَعیماً زَلَّ، وَ بُؤْساً نَزَلَ. وَ مِنْ عِبَرِهَا أَنَّ الْمَرْءَ یُشْرِفُ عَلی أَمَلِهِ فَیَقْتَطِعُهُ[12] حُضُورُ[13] أَجَلِهِ، فَلاَ أَمَلٌ یُدْرَكُ، وَ لاَ مُؤَمَّلٌ یُتْرَكُ. كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِالاِحْسَانِ إِلَیْهِ، وَ كَمْ مِنْ[14] مَغْرُورٍ بِالسِّتْرِ عَلَیْهِ، وَ كَمْ مِنْ[15] مَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فیهِ. وَ مَا ابْتَلَی اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَحَداً بِمِثْلِ الإِمْلاَءِ لَهُ. أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّمَا نُمْلی لَهُمْ لِیَزْدَادُوا إِثْماً[16]. فَسُبْحَانَ اللَّهِ، مَا أَعَزَّ[17] سُرُورَهَا، وَ أَظْمَأَ رَیَّهَا، وَ أَضْحی فَیْئَهَا، لاَ جَاءٍ یُرَدُّ، وَ لاَ مَاضٍ یَرْتَدُّ. [صفحه 102] وَ سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا أَقْرَبَ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ لِلِحَاقِهِ بِهِ، وَ أَبْعَدَ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ لاِنْقِطَاعِهِ عَنْهُ. [ عِبَادَ اللَّهِ، ] إِنَّهُ لَیْسَ شَیْ ءٌ بِشَرٍّ مِنَ الشَّرِّ إِلاَّ عِقَابُهُ، وَ لَیْسَ شَیْ ءٌ بِخَیْرٍ مِنَ الْخَیْرِ إِلاَّ ثَوَابُهُ، وَ كُلُّ شَیْ ءٍ مِنَ الدُّنْیَا سَمَاعُهُ أَعْظَمُ مِنْ عَیَانِهِ، وَ كُلُّ شَیْ ءٍ مِنَ الآخِرَةِ عَیَانُهُ أَعْظَمُ مِنْ سَمَاعِهِ. فَلْیَكْفِكُمْ مِنَ الْعَیَانِ السَّمَاعُ، وَ مِنَ الْغَیْبِ الْخَبَرُ. وَ اعْلَمُوا أَنَّ مَا نَقَصَ مِنَ الدُّنْیَا وَ زَادَ فِی الآخِرَةِ خَیْرٌ مِمَّا نَقَصَ مِنَ الآخِرَةِ وَ زَادَ فِی الدُّنْیَا، فَكَمْ مِنْ مَنْقُوصٍ رَابِحٍ، وَ مَزیدٍ خَاسِرٍ. [ عِبَادَ اللَّهِ، ] إِنَّ الَّذی أُمِرْتُمْ بِهِ أَوْسَعُ مِنَ الَّذی نُهیتُمْ عَنْهُ، وَ مَا أُحِلَّ لَكُمْ أَكْثَرُ مِمَّا حُرِّمَ عَلَیْكُمْ، فَذَرُوا مَا قَلَّ لِمَا كَثُرَ، وَ مَا ضَاقَ لِمَا اتَّسَعَ. قَدَ تُكُفِّلَ لَكُمْ بِالرِّزْقِ وَ أُمِرْتُمْ بِالْعَمَلِ، فَلاَ یَكُونَنَّ الْمَضْمُونُ لَكُمْ طَلَبُهُ أَوْلی بِكُمْ مِنَ الْمَفْرُوضِ عَلَیْكُمْ عَمَلُهُ، مَعَ أَنَّهُ، وَ اللَّهِ، لَقَدِ اعْتَرَضَ الشَّكُّ، وَ دَخِلَ الْیَقینُ، حَتَّی كَأَنَّ الَّذی ضُمِنَ لَكُمْ قَدْ فُرِضَ عَلَیْكُم، وَ كَأَنَّ الَّذی فُرِضَ عَلَیْكُمْ قَدْ وُضِعَ عَنْكُمْ. فَبَادِرُوا الْعَمَلَ، وَ قَصِّرُوا الأَمَلَ[18]، وَ خَافُوا بَغْتَةَ الأَجَلِ، فَإِنَّهُ لاَ یُرْجی مِنْ رَجْعَةِ الْعُمُرِ مَا یُرْجی مِنْ رَجْعَةِ الرِّزْقِ. مَا فَاتَ الْیَوْمَ مِنَ الرِّزْقِ رُجِیَ غَداً زِیَادَتُهُ، وَ مَا فَاتَ أَمْسِ مِنَ الْعُمُرِ لَمْ یُرْجَ الْیَوْمَ رَجْعَتُهُ. اَلرَّجَاءُ مَعَ الْجَائی، وَ الْیَأْسُ مَعَ الْمَاضی، فَ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ، وَ اسْعَوْا فی مَرْضَاتِهِ، وَ احْذَرُوا مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ أَلیمِ عَذَابِهِ[19]، وَ لاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[20]. [صفحه 103]
بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحْمنِ الْرَّحیِم اَلْحَمْدُ للَّهِ الْوَاصِلِ الْحَمْدَ بِالنِّعَمِ، وَ النِّعَمَ بِالشُّكْرِ.
صفحه 101، 102، 103.